كان يقال سابقا / الانسان هو عدو ما يجهل .اذ ان جزءا كبيرا من مشاعرنا الكارهة للعديد من الامور والمحاربة لها سببها جهلنا وقلة درايتنا و معرفتنا لها
قدمت بهذه المقدمة لأنه مع التقدم الدائم والمستمر للعلم وتطور ادواته وتقدم ابحاثه بدأت تظهر العديد من الاختراعات والتطورات العلمية في مجال الطب لم يكن يتخيلها او يتوقعها احد وتطورت الادوية و اساليب العلاج والأجهزة المستخدمة فيه بشكل غير مسبوق
وكان لزراعة الشعر نصيب وافر من التقدم العلمي حتى بلغت اوج تقدمها وتطورها و قاربت نسبة نجاح عمليات زراعة الشعر ال100% اذا اجريت بيد الطبيب الاخصائي الماهر بالطريقة العلمية الحديثة مع المتابعة الجدية الحثيثة
لكن مع ذلك يتوجس الكثير من الناس منها خوفا ويظنون بها شرا وسوءاً بناءاً على ما سمعوه من تجارب فاشلة او ما رأوه على الانترنت
فتعالوا لنستعرض سوية تاريخ زراعة الشعر حتى وصلت لشكلها الحالي
تاريخ زراعة الشعر :
زراعة الشعر في القرن الثامن عشر
لا توجد دلائل علمية او تقارير احصائية دقيقة في تاريخ زراعة الشعر عن أية عمليات لزراعة الشعر في القرن الثامن عشر لكن تشير بعض الدراسات انه تم اجراء بعض المحاولات لزراعة الشعر عند الانسان وكذلك بعض الحيوانات
زراعة الشعر في القرن التاسع عشر
* في اربعينات القرن الماضي وتحديدا في اليابان تم اجراء عملية زراعة الشعر في مناطق الجروح والحروق لأشخاص اصيبوا في الحرب العالمية الثانية .. وكانت تتم هذه الجراحات بأخذ شرائح من فروة شعر الرأس ومن ثم زرعها في الرأس ايضا او مكان الاصابات في انحاء الجسم كحاجب العين او الذقن او الشارب
كما ابتكر اليابانيون ايضا طريقة في زراعة الشعر باستخدام طعوم صغيرة تحوي ما بين شعرة الى 3 شعرات وتم استخدامها مع النساء فقط
. و في المحصلة نجحت هذه العمليات لكن لم يتم توثيقها .. و كانت الحرب العالمية الثانية سببا في جعل هذه المعارف مقتصرة على اليابانيين فقط
*الى الجهة الغربية من العالم حاولت امريكا اقتحام تاريخ زراعة الشعر في عام 1952 م بالاعتماد على نقل الشعر من المنطقة المانحة الى المناطق المصابة بالصلع في مقدمة الرأس ..
ان الفكرة كانت صحيحة علميا لكن التطبيق لم يكن صحيحا ولذلك لم تحقق عمليات زراعة الشعر النتائج المرجوة و ظلت عملية غير مضمونة النتائج
*في سبعينات و ثمانينات القرن الثامن عشر كان الاطباء يعتمدون على ما يسمـى : التطعيم التقليدي في زراعة الشعر وهو عبارة عن أخذ داوائر من فروة الرأس في المنطقة المانحة يقدر حجمها بـ 4 ملمتر تقريبا تحتوي ما بين 25 الى 30 شعرة ويتم استئصالها بأدوات اسطوانية حادة ومن ثم زراعتها في الاماكن المصابة بالصلع
لكن كانت سلبيات هذه الطريقة اكبر من ايجابياتها فحجم الطعوم الكبير يفرض ترك الفراغات المناسبة بينها حتى يتم تزويدها بالدم بالشكل الصحيح فأصبحت تبدو المنطقة المزروعة كرأس الدمية بخطوط شعر لا تستحسنها العين فيحاول الطبيب والمريض ملئها وجعل الشكل طبيعيا في جلسات اخرى لا تفي ايضا بالغرض و تستهلك الوقت و المال و الجهد ويصاب المريض بعدها بالإحباط والنفور
كما ان هناك سلبية اخرى تتمثل بالضرر الكبير اللذي يصيب المنطقة المانحة بعد العملية اذ يخيل للناظر اليها انها اصبحت كطاولة الشطرنج
عموما اصبحت هذه الطريقة من حكايا تاريخ زراعة الشعر ولم يعد يستخدمها الأطباء او يلجأ اليها المرضى
تطور زراعة الشعر وظهور طريقة الشريحة FUT
* بدأ العمل في تسعينيات القرن التاسع عشر على تطوير زراعة الشعر وشهد العام 1995 تطورا جديدا في تاريخ زراعة الشعر باستخدام ما يسمى زراعة الشعر بطريقة الشريحة FUT و مبدأ هذه الطريقة هو الاستغناء عن طريقة الطعوم التقليدية اللتي تعتمد على أخذ الدوائر من فروة الرأس في المنطقة المانحة .. فقد اتجه الاطباء الى استئصال شريحة طولية صغيرة من فروة الرأس في المنطقة المانحة ومن ثم يقوم فريق مختص من الاطباء بتقطيعها الى قطع صغيرة لأخذ البصيلات والطعوم منها لزراعتها في المناطق المصابة
و كانت في البداية تتلف العديد من الطعوم اثناء التقطيع مما دعا العلماء الى تطوير الادوات واستخدام مجاهير اكثر دقة
لكن مع ذلك لم ترق هذه الطريقة للعديد من الاطباء لكن مع الزمن كثر استخدامها انتشرت بشكل واسع على الرغم من السلبيات التي كانت تحيط بها كآثار الندبة اللتي لا تزول في المنطقة المانحة وغيرها من السلبيات .. لكن استمر العمل بهذه الطريقة لعقد من الزمان حتى تطورت و اخذت شكلها الجديد و المتطور في عام 2005 حيث شقت زراعة الشعر بطريقة الاقتطاف FUE طريقها الى النور لتدخل تاريخ زراعة الشعر من اوسع ابوابه
تعرف إلى: تكلفة زراعة الشعر في تركيا
الألفية الثالثة و زراعة الشعر بطريقة بطريقة الاقتطاف FUE
بدأ التخطيط لهذه الطريقة الجديدة في زراعة الشعر في عام 2003 وخلال عامين حاول العلماء التغلب على النتائج الاولية والعقبات اللتي تواجه هكذا طريقة لتصبح في في عام 2005 الطريقة الأكثر امنا وسلامة لزراعة الشعر
و مع كثرة التمرس و ازدياد خبرة الاطباء في هذا المجال تطورت اساليبهم وادواتهم و زادت السنين وتجاربهم مع المرضى من خبراتهم وصار الاطباء يتفنون في جعل الشعر الجديد مماثلا لهيئة باقي الشعر في اتجاه الدوران و اتجاه الميل للشعرة واختيار كثافة الشعر المناسبة بحسب المنطقة المراد زرعها حتى اصبحت عملية زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف و لأول مرة في تاريخ زراعة الشعر مضمونة النتائج بنسب تقارب الـ99% اذا تم اجراؤها بيد الطبيب الخبير الماهر واتبع المريض نصائح الطبيب قبل وبعد العملية
تعرف معنا على زراعة الشعر بطريقة الاقتطاف FUE ومميزاتها